انطلقت متجهة نحو الهدف، لم تكن تعلم مصيرها المجهول ، سوى أن صاحبها البرئ أرسلها في مهمة خاصة ...
كانت المهمة هي أن تذهب لـ...... ثم ترسل رفيقتها تبعاً لاتفاق مسبق ...
ومن هنا بدأت القصة :
يدور الحوار بين اثنين ، سوف أرسلها لك لكن بشرط أن تردها بأخرى ، أبشرولا يهمك أنت تأمر أمر ، لكن لا تنسى الدعاء لي ، وأرسلها المسكين وبعدبرهة ، هاه وصلت ؟؟؟
أيوه مشكور ما قصرت ، الحوار مضمونه طيب وكلماته جميله ولكن ما خفي كانأدهى وأمر ، وتمت الصفقة وانتهت العملية وعشرات من خلق الله يشهدون علىذلك ...
كان من وراء الكواليس رجل يراقب رجل قد ارتدى قبعة سوداء ...
أنفه معقوف .. تتدلى على جانبي رأسه جديلتان خبيثتان لئيمتان كان يرقب الصفقة ...
ابتسم بعد أن تمت ثم أطلق ضحكة هستيرية قال بعدها : هذا ماكنت أرنو إليه.. كانت الصفقة عبارة عن صورة مقابل صورة .. فحش مقابل فحش .. ذل مقابل ذل.. ذل يقدمه المسلم للمسلم وصاحب القبعه قد أتم مهمته على أكمل وجه .. ذليقدمه المسلم للمسلم وصاحب القبعه قد عرف من أين تؤكل الكتف .. ذل يقدمهالمسلم للمسلم وصاحب القبعه يكشر عن أنيابه فرحاً مغتبطاً !!
وانطلقت الصورة ، وتكرر المشهد بحذافيره مرة أخرى بين شخصين آخرين وبالبضاعة نفسها ..
الصورة نفسها التي أرسلها صاحبنا المسكين في المرة الأولى .. ويتكررالمشهد ثالثة ورابعة وعاشرة وللمرة الألف والسلعة هي هي .. سلعة صاحبناالمسكين الذي أرسلها في المرة الأولى ..
لم يكن يعلم صاحبنا المسكين أن هذه الصورة التي سيحصلها الألوف وربما الملايين ستلقي عليه تبعاً من السيئات ما الله به عليم ...
رجل شاهد تلك الصورة بعد سلسلة طويلة من الصفقات فارتكب الحرام وغشي عليه المنكر وفسد وأفسد ...
وصاحب الصورة المسكين قد أنهكته الخطايا وزادته تلك الصورة إثماً وبلايا.. وصاحب القبعة السوداء يقول : هذا ما كنت أرنو إليه ، والناصح يصرخ :أمتي مالذي يجري لنا ؟؟؟
رجل شاهد الصورة فتبدلت حاله وتغيرت طموحاته وآماله وعن الحرام صار بحثهوسؤاله بعد أن كان يوماً من الأيام ذا قدر ورفعة ، وصاحب الصورة المسكينلازال يضيف إلى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات وحسرات يوم القيامةوندامات ...
وصاحب القبعه السوداء يردد ويردد هذا ما كنت أرنو إليه ، هذا ما كنت أرنوإليه ، والناصح يصرخ : أمتي .. أمتي .. مالذي يجري لنا ؟؟وفتاة ضاعت وتاهتوفي الحرام صالت وجالت بعد أن كانت ذات قلب برئ وعين هادئه ، كل هذا صاروحدث بعد أن شاهدت الصورة ... صورة صاحبنا الأول ، وصاحب الصورة المسكينلا زال يضيف إلى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات وحسرات يوم القيامةوندامات ، وصاحب القبعة السوداء يتمتم قائلاً : عذا ما كنت أرنو إليه ،والناصح يصرخ : أمتي .. أمتي .. مالذي يجري لنا ؟؟ ويهدم بيت ويضيع عرضوتزول همم وتدمر أمة ..
وصاحب الصورة المسكين يضيف إلى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات وحسراتيوم القيامة وندامات ، وصاحب القبعه السوداء يبشر رفاقه : هذا ما كنت أرنوإليه ، والناصح يصرخ : أمتي .. أمتي .. مالذي يجري لنا ؟؟
وتمر الأيام تلو الأيام والساعات تلو الساعات والصفقات تلو الصفقات ،ويموت صاحب الصورة الأولى من غير توبة ، أما صاحب الصفقة الأولى فيتوسدلحده ويرقد في قبره ولا زالت سلسلة الصفقات تجري وتجري وتصب على صاحبنا فيقبره آثاماً تتلوها آثام وذنوب تتلوها ذنوب .
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الوزر والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها نار