sh3ban المدير
عدد المساهمات : 324 نقاط : 17217 تاريخ التسجيل : 07/10/2009
| موضوع: قصة ابليس والناسك الإثنين نوفمبر 01, 2010 9:17 am | |
| إبليس ينتصر
اتخذ قوم شجرة ,صاروا يعبدونها…فسمع بذلك ناسك مؤمن بالله,فحمل فأسا و ذهب الى الشجرة ليقطعها ..فلم يكد يقترب منها حتى ظهر له (إبليس) حائلا بينه وبين الشجرة ...و هو يصيح به مكانك أيها الرجل!…لماذا تريد قطعها ؟؟- ..لأنها تضل الناس- !..و ما شانك بهم ؟دعهم فى ضلالهم - كيف ادعهم .. و من واجبى أن اهديهم - من واجبك أن تترك الناس أحرارا , يفعلون ما يحبون - انهم ليسوا أحرارا …انهم يصغون إلى وسوسة الشيطان - أو تريد أن يصغوا إلى صوتك أنت ؟- !..أريد أن يصغوا إلى صوت الله - ..لن ادعك تقطع هذه الشجرة- …لابد لي من أن اقطعها - فامسك إبليس بخناق الناسك …و قبض الناسك على قرن الشيطان …. وتصارعا طويلا …إلى أن أنجلت المعركة عن انتصار الناسك …فقد طرح الشيطان على الأرض و جلس على صدره و قال له : - هل رأيت قوتي !… فقال إبليس المهزوم بصوت مخنوق : - ما كنت أحسبك بهذه القوة …دعني و افعل ما شئت.. فخلى الناسك سبيل الشيطان …. وكان الجهد الذي بذله فى المعركة قد نال منه فرجع إلى صومعته و استراح ليلته
فلما كان اليوم التالي حمل فأسه ,و ذهب يريد قطع الشجرة و إذا إبليس يخرج له من خلفها صائحا أعدت اليوم أيضا لقطعها !؟ - …قلت لابد لي من أن أقطعها - ..أو تظنك قادرا على أن تغلبني اليوم أيضا ؟- !..سأظل أقاتلك حتى أعلى كلمة الحق - !أرني إذا قدرتك - و أمسك بخناقه …فأمسك الناسك بقرنه … وتقاتلا و تصارعا … إلى أن أسفرت الموقعة عن سقوط الشيطان تحت قدمي الناسك فجلس على صدره و قال له: ..ما قولك الآن فى قوتي حقا إن قوتك لعجيبة …دعني و افعل ما تريد- لفظها الشيطان بصوته المتهدج المخنوق ….فأطلق الناسك سراحه … و ذهب إلى صومعته و استلقى من التعب و الإعياء حتى مضى الليل و طلع الصبح فحمل الفأس ,و ذهب إلى الشجرة فبرز له إبليس صائحا فيه : ألن ترجع عن عزمك أيها الرجل ؟ !..أبدا … لابد من قطع دابر هذا الشر- أتحسب إني أتركك تفعل !؟- ..إن نازلتني فأني سأغلبك - فتفكر إبليس لحظة … ورأى أن النزال و القتال و المصارعة مع هذا الرجل لن تتيح له النصر عليه … .. فليس أقوى من رجل يقاتل من اجل فكرة أو عقيدة .. ما من باب يستطيع إبليس أن ينفذ منه إلى حصن هذا الرجل غير باب واحد : الحيلة … فتلطف إبليس و قال له بلهجة الناصح المشفق : - أتعرف لماذا أعارضك فى قطع هذه الشجرة !؟.. إني ما أعارض إلا خشية عليك و رحمة بك … فانك بقطعها ستعرض نفسك لسخط الناس من عبَادها … مالك و هذه المتاعب تجلبها على نفسك ؟ اترك قطعها و أنا اجعل لك فى كل يوم دينارين تستعين بهما على نفقتك … و تعيش فى أمن و طمأنينة و سلامة دينارين!؟..- ! نعم … فى كل يوم ..تجدهما تحت وسادتك - فاطرق الناسك مليا يفكر ثم رفع رأسه و قال لإبليس و من يضمن لي قيامك بالشرط ؟؟- .. أعاهدك على ذلك … و ستعرف صدق عهدي - ..سأجربك - نعم … جربنى ..- اتفقنا …- ووضع إبليس يده فى يد الناسك .. و تعاهدا .. و انصرف الناسك إلى صومعته و صار يستيقظ كل صباح , ويمد يده و يدسها تحت وسادته فتخرج بدينارين … حتى انصرم الشهر ..
و فى ذات صباح د س يده تحت الوسادة فخرجت فارغة ..لقد قطع إبليس عنه فيض الذهب فغضب الناسك و نهض فاخذ فاسه .. و ذهب إلى قطع الشجرة … فاعترضه إبليس فى الطريق , وصاح فيه مكانك ..! إلى أين ؟- !.. إلى الشجرة اقطعها - فقهقه الشيطان ساعسلً … تقطعها لأني قطعت عنك الثمن- بل لأزيل الغواية و اضىء مشعل الهداية - !!..أنت ؟- !..أتهزأ بي أيها اللعين ؟- لا تؤاخذني !.. منظرك يثير الضحك - !أنت الذي يقول هذا , أيها الكاذب المختال ؟- و انقض الناسك على إبليس و قبض عل قرنه .. و تصارعا لحظة … و إذا المعركة تنجلي عن سقوط الناسك تحت حافر إبليس .. فقد انتصر و جلس على صدر الناسك المقهور صوت كالحشرجة يقول : …أخبرني كيف تغلبت أيها الشيطان فقال له إبليس : - لما غضبت لله غلبتني ,و لما غضبت لنفسك غلبتك …لما قاتلت لعقيدتك صرعتني , و لما قاتلت لنفسك صرعتك | |
|